الله نور السماوات والأرض، خالق هذا الكون العظيم، وخالق الجن والإنس ليعبدوه، هو الموجود الواجد، الذى يصنع المعجزات منذ ملايين السنين، لكنه لم يراه أحد من البشر، ويبقى وجهه الكريم، أمنية بشرية يتمناها جميع البشر، ويمنى المؤمنون فى جميع الأديان أنفسهم، برؤية رب الأكوان فى الآخرة ليكون هو الفوز العظيم.
لكن هل تمكن أحد الأنبياء من رؤية الله، فهو علم آدم الأسماء، وكلم موسى، وعرج إليه محمد فى ليلة الإسراء، فهل رأى هؤلاء الأنبياء الكرام، صلوات الله عليهم جميعا، الله تعالى، وهل يرى الملائكة مثل الملاك العظيم جبريل وهم يسكنون السماء من رؤية الله؟
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت، رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الألبان.
وفيما يخص رؤية أبو البشر النبى آدم عليه السلام، لله تعالى عند بداية الخلق، فلا يوجد دليلاً على رؤيته لله، ولا يلزم من تعليم الله له الأسماء وتلقى آدم من ربه للكلمات أن تكون الرؤية قد وقعت له بالضرورة.
أما نبى الله موسى عليه السلام فقد دل القرآن صراحة على عدم رؤيته لله، قال تعالى: وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِى وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ {الأعراف:143}، فدلت الآية على أن موسى عليه السلام صعق فلم ير ربه.
أما فيما يخص رؤية النبى محمد “ص” لربه فى السماوات العلا، فليس فى هذا خلاف بين أهل السنة إلا ما روى عن ابن عباس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة الإسراء والمعراج، والصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى نوراً وهو الحجاب، كما روى مسلم فى صحيحه عن أبى ذر رضى الله عنه قال: قد سألته -أى عن رؤيته لربه- فقال: رأيت نوراً، ووفى صحيح مسلم أيضاً من حديث أبى ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه، أي: كيف أراه.