أخبار الوطن
قال الداعية الشيخ محمد صالح المنجد – إمام وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر بالسعودية -:علينا جميعا بوصية نبوية جاءت بالحديث النبوي الشريف: “إذا أخذتَ مَضجعَكَ من الليلِ فاقْرأْ قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ ثمَّ نَمْ على خاتِمَتِها فإنَّها بَراءةٌ من الشِّركِ”.. صحيح الجامع.
وأوضح المنجد في فيديو تم بثه عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: هذه النصحية النبوية الكريمة تذكرنا بالقاعدة الإيمانية فى العقيدة “البراءة من الكفر والكافرين” فعليك أن تعجل ذلك قبل نومك مباشرة إعمالا بالوصية النبوية الكريمة.
وجاء فى تفسير هذا الحديث في صحيح الترمذي أن الصَّحابةُ كانوا مِن أحرَصِ النَّاسِ على سُؤالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عمَّا يَنفَعُهم في دُنياهم وأخراهم.
ويُخبِر فَروةُ بنُ نوفَلٍ- رَضِي اللهُ عَنه- “أنَّه أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ فقال: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني شيئًا أقولُه إذا أوَيتُ إلى فِراشي، فقال: اقرَأْ “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّركِ”.
هل سورة الكافرون براءة من الشرك؟
سورة مكية وبلغ عدد آياتها ست آيات، وموضوع السورة ومحور حديثها كان عن التبرئة من الشرك والنفاق، وأهمية التوحيد وعبادة الله وحده، حيث طلب المشركون من النبيّ أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدون إلهه في سنة، فردّت السورة على كلامهم وطلبهم.
وجاء في سبب نزول سورة الكافرون عن ابن عباس -رضي الله عنه-: «أن قريش دعت رسول الله إلى أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء ، فقالوا: هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة، قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي» فأنزل الله (قل يأيها الكافرون) إلى أخر السورة.
كما تعدِل سورة الكافرون ربع القرآن الكريم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تعدلُ ثلثَ القرآنِ، و قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ تعدلُ ربعَ القرآنِ»، بمعنى أن سورة الكافرون تماثل في أجر قراءتها ربع القرآن، وقال العديد من العلماء إن سبب ذلك أن سورة الكافرون فيها البراءة من الشرك والكفر وأهله.
عن نوفل الأشجعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عِندَ مَنامِكَ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)؛ فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّرْكِ»، وقال نوفل -رضي الله عنه-: «أتَيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقال: مَجيءٌ ما جِئتَ؟ قال: جِئتُ لِتُعَلِّمَني شَيئًا أقولُه عِندَ مَنامي، قال: اقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عِندَ مَنامِكَ؛ فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّرْكِ»، وورد في الأحاديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقرؤها في الركعة الأولى في سنة الفجر، وكذلك في الركعتين بعد الطواف.
كما ورد عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي ، فقال : اقرأ : قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك. رواه الترمذي ..أي: تسلم صاحبها من الشرك بالله مفيدة للتوحيد؛ وذلك لأنها اشتملت على نفي عبادة ما يعبده المشركون بأبلغ عبارة، وأوفى تأكيد.
يقول الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف، إن هناك سورة من قرأها كأنه قرأ ربع القرآن، مستدلا خلال فيديو منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له ربع القرآن” أى عندما تقرأها 4 مرات فكأنما قرأت القرآن كله.
وسورة الكافرون كما سبق وأشرنا من السور المكيّة، التي نزلت قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلّم- ولو بغير مكّة، وتبلغ عدد آياتها ست آيات، أما ترتيبها؛ فتقع بعد سورة الكوثر، وقبل سورة النّصر، وتحتل المرتبة المائة وتسعة في ترتيب سور المصحف، وقد ابتدأت بفعل الأمر” قُل”، في قوله -تعالى-:” قل يا أيها الكافرون”، أما من حيث ترتيب النّزول؛ فقد نزلت بعد سورة الماعون، وفي هذه السّورة البراءة من الشّرك؛ فهي إقرارٌ بأن النبي-صلى الله عليه وسلّم-ومن تبعه من أصحابه لهم دينهم، والكافرون لهم دينهم، وهم لا يعبدون ما يعبد النبي، والنبي كذلك، كما أنها تُعادل ربع القرآن الكريم؛ فقارؤها كأنه قرأ ربع القرآن.
