ربما لم تفكر سابقا في مثل هذا السؤال هل تعلم متى تأتي تلك الليلة التي لا يؤذن فيها الفجر وما الحال الذي ستكون عليه فيها بداية ادخر لتلك الليلة الكثير من الصلاة والعمل الصالح عله ييسر عليك مشقتها ويسهل لك عسرها فتلك الليلة العصيبة هي أصعب الإمتحانات التي ستمر على الإنسان وهي الإمتحان الحقيقي الذي يستحق كل البذل .
قبل التطرق للحديث عن تلك الليلة ينبغي أن ننوه لأهمية الصلاة ومشروعيتها خاصة وأن كثير من شباب المسلمين بدء يتساهل في أدائهانسأل الله أن يهدي قلوبنا وقلوبهم لما هو خير فرض الله عز وجل خمس صلوات في اليوم والليلة ينغي للمسلم أن يؤديهن بحقهن بلا إفراط ولا تفريط فمن زاد في أداء الفريضة فقد ضل ومن أنقص فقد ضل فليس من حق الإنسان أن يؤدي الفرائض على خاطره فهي عبادة المسلم لربه عز وجل تؤدى كما أراد الله عز وجل ولا ينبغي التهاون أو التساهل فيها فالصلاة عماد الدين وهي أول ما سيسأل عنه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح عمله كله وإن فسدت فسد عمله كله وقد اختلف العلماء في حكم تاركها تقصيرا بين أنه آثم وأنه كافروأما عن حكم من جحد الصلاة فهو الكفر .
إنها ليلتك الأولى في القپر
ينبغي عليك أن تجهز الزاد لها
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
وكم من صحيح ماټ من غير علة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم
وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من عروس زينوها لزوجها
وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القپر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى إني والجن والإنس في نباء عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري
وروى البيهقي أيضا عن مالك بن دينار قال قرأت في بعض الكتب أن الله عز وجل يقول يا ابن آدم خيري ينزل إليك وشرك يصعد إلي وأتحبب إليك بالنعم وتتبغض إلي بالمعاصي ولا يزال ملك كريم قد عرج إلي منك بعمل قبيح .
وذكره فيض القدير عن وهب قال رأيت في بعض الكتب الإلهية أن الله يقول يا ابن آدم ما قمت لي بما يجب لي عليك أذكرك وتنساني وأدعوك وتفر مني خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد.
وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء عن وهب أيضا قال قرأت في بعض الكتب فوجدت الله يقول يا ابن آدم ما أنصفتني تذكرني وتنساني وتدعوني وتفر مني خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد…
نسأل الله عز وجل أن يخفف عنا صعوبة تلك الليلة وأن يسهل علينا إجابة الملكين وقد كان السلف الصالح يكثروا من الإستعاذة من عذاب القپر ولما سأل
أحدهم عن ذلك أجاب … القپر أول منازل الآخرة وهذه المنزلة إن كانت سهلة فما بعدها أسهل منه أو صعبة فما بعدها أصعب ولا تنسى بعد إتمام التشهد الأخير في صلاتك هذه الإستعاذات الهامة التي أرشدنا لها النبي .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القپر ومن فتنة المحيا والممات ومن شړ فتنة المسيح الدجال .
والان هناك سؤال يراود الجميع وهو هل يوجد صلوات لا أذان لها ولا إقامة
والاجابة هي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
فقد فرض الله على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة وشرع لكل صلاة مفروضة الأذان والإقامة ولكن ثمة صلوات لا يشرع لها لا أذان ولا إقامة هذه الصلوات منها ما هو سنة مؤكدة ومنها ما هو فرض كفاية وبعضها رآها البعض فرض عين فمن هذه الصلوات التي لا أذان لها ولا إقامة
1 صلاة العيدين فلا يشرع لها أذان ولا إقامة لما جاء في الحديث عن جابر بن عبدالله قال شهدت مع رسول الله ﷺ الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة.
وعن جابر بن سمرة قال صليت مع رسول الله ﷺ العيدين غير مرة ولامرتين بغير أذان ولا إقامة. وعن ابن عباس وجابر بن عبدالله الأنصاري قالا لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى. ثم سألته بعد حين عن ذلك فأخبرني قال أخبرني جابر بن عبدالله الأنصاري أن لا أذان للصلاة يوم الفطر حين يخرج الإمام ولا بعد ما يخرج ولا إقامة ولا نداء ولا شيء لا نداء يومئذ ولا إقامة.
دلت هذه الأحاديث على أنه لا أذان لصلاة العيد ولا إقامة قال النووي عند شرحه لقول جابر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة هذا دليل على أنه لا أذان ولا إقامة للعيد وهو إجماع العلماء اليوم وهو المعروف من فعل النبي ﷺ والخلفاء الراشدين.
قال ابن القيم وكان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة أي صلاة العيد من غير أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة. والسنة أنه لا يفعل شيء من ذلك..
وقال الصنعاني وهو يرد عمن قال إنه يستحب أن ينادى للعيد الصلاة جامعة فيقول رحمه الله غير صحيح إذ لا دليل على الاستحباب ولو كان مستحبا لما تركه ﷺ والخلفاء الراشدون من بعده. نعم ثبت ذلك في صلاة الكسوف لا غير ولا يصح فيه القياس لأن ما وجد سببه في عصره ولم يفعله ففعله بعد عصره بدعة فلا يصح إثباته بقياس ولا