close

رواية غرور وتمرد بقلم هاجر نور الدين

بعد ما دخلنا البيت وقفل الباب بصلي وقال بِملامح جامدة مفيش فيها آي شعور إنساني:

_إسمعي يا إسمك إي، أنا أصلًا مكنتش عايز أتجوز من الريف وإنتي مش من مستوايا أصلًا، أنا دكتور وإنتي حتة بت جا *هلة..

شاور على باب أوضة وكمل كلامهُ القا *سي:

 

=دي أوضتك وطول ما أنا في البيت متطلعيش منها مش عايز أشوف وشك قدامي عشان مش طايـ *قك، سامعة?

مسكت دموعي اللي بتحارب عشان تنزل ورديت عليه بـِ حاضر على هيئة هز راسي ودخلت الأوضة من قدامهُ بسرعة، قعدت على السرير وأنا كاتمة صوتي وصوت شهقاتي من العياط، حتى أنا مكنتش عايزة أتجوز واحد زيهُ من المدينة شايف نفسهُ ويعرف بنات ياما، بس عندنا البنت مينفعش تقول لأ لـِ أهلها، رغم إعتراضي الشديد لـِ ماما وبُكايا إلا إن هي كمان مفيش بإيديها حاجة تعملهالي، قومت من مكاني بعد ما هديت وغيرت الفستان وأنا ببصلهُ بحَسرة وو *جع قلب، نمت بعدها نوم عميق جدًا ودا بعملهُ في العادة لما بزعل جدًا، تاني يوم صحيت وفضلت قاعدة في الأوضة وخايفة أخرج، فضلت سامعة صوتهُ رايح جاي في الشقة لحد ما صوتهُ إختفى خالص فـَ قولت يمكن نزل أو دخل أوضتهُ، فتحت الباب بهدوء وخرجت راسي برا وملقيتش حد، خرجت بهدوء وروحت للمطبخ عشان أحضرلي فطار لإني جوعت، فتحت التلاجة أشوف إي اللي فيها وخرجت جبنة ولانشون وبسطرمة وبيض وبدأت أحضر الفطار، إندمجت وأنا بحضر الفطار وبلف ورايا لاقيتهُ واقف عند باب المطبخ وماسك مج في إيديه وحاطت إيدهُ التانية في جيبهُ وباصصلي بملامح جامدة، إتخضيت ورجعت لِورا وقولت وأنا باخد نفسي وحاطة إيدي على قلبي:

_كُح أو إعمل آي حاجة، خضتني.

إتكلم بِملامح باردة وبلا مبالاة وقال:

=مش قولت متطلعيش برا طول ما أنا موجود في الشقة!

بصيت في الأرض وقولت بصوت واطي شوية:

_كنت جعانة ومستنياك تنزل ولما مسمعتش صوت في الشقة خرجت وحضرتلي فطار وكنت هرجع الأوضة تاني على طول.

شرب من المج اللي في إيديه وخرج وهو بيقول:

=هسامحك المرة دي عشان ريحة الفطار كويسة، إعملي حسابي لإني مش بعرف أحضر فطار.

بصيت لـِ ضهرهُ وهو ماشي بإستياء ومن فوق لـِ تحت، بني آدم مُستفز، زودت الفطار وعملت حسابهُ، بعد ما خلصت طلعت حطيت الأكل على السُفرة وقولت بصوت عالي شوية عشان يسمعني:

_الفطار جاهز.

جالي صوتهُ البارد المُستفز وهو بيقول:

=هاتي الفطار بتاعي هنا.

إتكلمت بصوت واطي وأنا باخد الفطار وريحالهُ بتاعهُ وقولت:

_الخدامة اللي جابهالك السيد والدك أنا.

وصلت عندهُ كان قاعد في الصالون وقدامهُ اللابتوب بتاعهُ على التربيزة ومركز فيه، أول ما وصلت إتكلم من غير ما يبُصلي وقال:

=حطيه عندك هنا وروحي أوضتك.

بصيتلهُ بقر *ف وحطيت الأكل على التربيزة ومشيت وأنا بقول بصوت واطي وبقلدهُ:

_حطيه عندك هنا وروحي أوضتك، عايش الدور ولا كإنهُ ملك إنجلترا.

إتكلم بصوت عالي خضني وقال:

=بطلي برطمة، سامع صوتك بتقولي حاجة لو عايزة تقولي حاجة تعالي قوليهالي بصوت عالي.

بصيتلهُ وأنا مُبتسمة ببلاهة وقولت:

_مبرطمتش أنا بكُح بس.

مشيت من قدامهُ بعصبية وخدت فطاري ودخلت الأوضة، بعد شوية جات عيلتي وعيلتهُ، إستقبلهم وقعدهم في الصالون ودخلي الأوضة وقال بتحذير:

_دلوقتي هتطلعي وهنتعامل قدامهم إننا زوجين عادي جدًا، لو حاجة من اللي قولتها إتذكرت قدامهم فـَ قولي على نفسك سلام بقى.

خوفت من نظراتهُ وقولت وأنا بحاول أبان قوية شوية:

=على فكرة أنا كدا أو كدا أكيد مش هطلع أسرار بيتي برا.

بصلي شوية بهدوء واللي حسسني إني قولت حاجة غلط وكنت واقفة بتوتر وقال بعد ما حط إيدهُ على شعري كإني طفلة:

_شطورة.

سابني وخرج وأنا لسة واقفة مكان مبرقة بصد *مة من اللي عملهُ، بعد شوية خرجت بإبتسامة وسلمت عليهم وإتعاملت عادي، بعد ما مشيوا إتكلم وقال:

=عشان عجبتيني بس من شوية فـَ أنا رايح بكرا أقابل عميلة مُهمة جدًا هبقى آخدك معايا كـَ مساعدة ليا ودا شرف ليكي على فكرة.

سابني ومشي من قدامي وأنا رفعت حاجبي بسخرية من ثقتهُ المستفزة اللي مش في محلها، هو مفكر نفسهُ توم كروز بجد!!

تاني يوم صحيت وفتحت عيني وشوفتهُ واقف قدامي وباصصلي فـَ إتخضيت ووقعت من على السرير وأنا بصرخ، قومت بعدها وأنا باخد نفسي وهو كان لسة واقف زي ما هو وحاطط إيدهُ في جيوبهُ وقال ببرود:

_قومي يلا إجهزي عشان هننزل كمان ساعة.

إتكلمت بعصبية وقولت:

=إنت إزاي تدخل الأوضة وأنا نايمة أصلًا وبعدين إي اللي كان موقفك فوق راسي كدا، هتقـ *طعلي الخلف.

إتكلم بهدوء بعد ما قرب مني شوية وقال:

_كنت بتأمل.

بصيتلهُ بإستغراب وإحراج وأنا بحاول أبعد عنهُ، لحد ما فصلني وقال:

=بصراحة أول مرة يعدي عليا كائن بينام بالطريقة دي، يعني رجليكي إزاي فوق وإنتي نايمة وإي اللي جابك لآخر السرير أصلًا وإيديكي مش فاهم موقفهم بصراحة، حقيقي أول مرة أشوف كائن كدا فـَ حبيت اتأمل.

سابني ومشي من قدامي ببرود وإستفزاز كـَ عادتهُ وسابني واقفة بغضب وبصالهُ بسخرية، لبست فستان بسيط وطرحة وطلعتلهُ، أول ما شافني إداني الشنطة بتاعتهُ اللي فيها اللاب توب وكتابين وقال:

_تعالي ورايا يلا.

بصيتلهُ بإستغراب وقولت:

=إنت هتسيبني أشيل دول?

بصلي بجنب عينيه وقال:

_مش المساعدة بتاعتي، هشيلهم أنا ولا إي!

بصيتلهُ بعصبية ونزلت معاه، وصلنا كافيه وكان في واحدة أجنبية جميلة جدًا قاعدة مستنياه، قتدوا يتكلموا بالإنجليزي شوية عن الطب وعرفت إنهُ بيعالج والدها من مرض في الفقرات وهي مُقيمة هنا في مصر الفترة دي، بصتلي وسألتهُ عليا فـَ بصلي بعدم إهتمام وقال:

_Never mind, she’s my personal assistant.

لا تهتمي، إنها مساعدتي الشخصية.

بصيتلهُ بعصبية وقولت:

=And his wife too, my dear.

وزوجتهُ أيضًا، ياعزيزتي.

بصلي لـِ دقيقة بصدمة من إني بفهم إنجليزي.

بصلي بصد *مة من إني بفهم إنجليزي وقال:

_إنتي بتفهمي إنجليزي?!

رديت عليه بثقة وفخر وقولت:

=أومال إنت فاكر إي يعني.

فضل باصصلي شوية بذهول وبعدين كمل كلام مع البنت اللي قاعدة وبعد ما خلصنا خرجنا من الكافيه وركبنا العربية، بصلي بسرعة وقال بغضب:

_ولما إنتي بتعرفي تتكلمي إنجليزي مقولتليش ليه من الأول?

بصتلهُ بغضب مُماثل من غضبهُ اللي مالهوش لازمة وقولت:

=وإنت كنت سألتني ولا حتى قعدت إتكلمت معايا!

بص قدامهُ وخد نفس عميق بيحاول يهدي نفسهُ بيه تحت نظراتي اللي مش فاهمة هو بيعمل إي وبعدين بصلي بإبتسامة راسمها غصب عنهُ وقال من بين سنانهُ:

_طيب، هنروح دلوقتي نقعد في مطعم ناكل ونتعرف.

قبل ما أرد عليه شغل العربية وإتحرك، وأنا سكتت ومكنتش عايزة أتكلم تاني، اساسًا دا شخص محدش يتكلم معاه، وصلنا مطعم من شكلهُ باين إنهُ غالي أوي، بس أنا إبتسمت بـِ شر عشان هو اللي هيدفع، دخلنا المطعم وقعدنا وهو لسة مُبتسم الإبتسامة اللي مش لايقة عليه دي، بصتلهُ بإستغراب ومن فوق لـِ تحت بحاول أطلع آي حاجة أفهم منها الإبتسامة دي ليه بس مش فاهمة، إتكلم وقال:

_قوليلي بقى يا أستاذة غرام، عرفتي إنجليزي منين ومعاكي مؤهل إي أصلًا.

بصتلهُ بِسُخرية وقولت:

=شوف يا أستاذ فادي، أنا دارسة الإنجليزي في البيت أونلاين من على النت، وبالنسبة لـِ معايا مؤهل إي فـَ أنا خريجة سياسة وإقتصاد.

كان بيشرب وشِرِق وفضل يكُح، إديتلهُ كوباية الماية وخدها من إيدي بسرعة وشرب وقال بدهشة وهو بياخد نفسهُ:

_مين دي اللي خريجة سياسة وإقتصاد!!

بصتلهُ بسخرية وقولت:

=حضرتي.

شرب من الماية تاني وقال بعد ما عدل نضارتهُ:

_دا إزاي، اللي أعرفهُ عن بنات الريف إنهم مش بيتعلموا.

قربت منهُ شوية وقولت:

=إنت عايش في سنة كام، لأ طبعًا بنتعلم بس الفرق إننا مش بنخرج ومعظمنا مش بيشتغل بعد ما بيتخرج، لكن اللي عايز يتعلم ويتحضر بيعمل كدا، إنت بجد بقيت بتضحكني دلوقتي.

بصلي بغضب طفيف وقال:

_بضحكك إزاي يعني!

بصتلتُ بِتوتر شوية وقولت:

=عشان بِكلامك دا بتوضح إن إنت اللي جاهل.

بصلي بنظرات كنت حاسة إنها هتو *لع فيا، غيرت الموضوع بسرعة وقولت:

_إنت جايبنا المطعم دا منظر، ما تطلب الأكل أنا جعانة جدًا.

رجع بِضهرهُ لِورا وهو لسة باصصلي بغضب وأنا مُبتسمالهُ ببلاهة، طلب الجرسون وطلبنا الأكل بعدها، بعد ما خلصنا أكل وطلعنا من المطعم إتكلم وقال بتردد:

=إنتي ليه مقولتليش إنك مُتعلمة لما قولتلك إنك جاهلة.

بصتلهُ شوية بِصمت وبعدين قولت بِحُزن بحاول أخفيه:

_لإني في الوقت دا كنت خايفة منك وكنت متدايقة برضوا وكنت عايزة امشي من قدامك بآي طريقة عشان..

قطعت كلامي أول ما فكرت إني كنت هقولهُ عشان أعيط وبصيتلهُ بإبتسامة حزينة وكملت:

_عشان أنام لإني كنت تعبانة اليوم دا ومش حِمل نقاش.

سيبتهُ واقف في مكانهُ وركبت العربية، نزلت مِني دِنعة مسحتها بسرعة أول ما ركب العربية وبعدها رجعنا البيت، أول ما دخلت البيت على طول دخلت الأوضة، معداش خمس دقايق ولقيتهُ فتح باب الأوضة ودخل، بصيتلهُ بعصبية وقولت:

_مش قولت تخبط قبل ما تدخل، محدش علمك الإحترام قبل كدا?

بصلي وهو واقف وحاطط إيدهُ في جيوبهُ وقال وهو بيجِز على سنانهُ:

=ما تحاولي تمسكي لسانك كدا وتتكلمي معايا عِدل عشان مفتحلـ *كيش دماغك يا حرمي المصون.

بصتلهُ بتوتر وقولت وأنا بحاول أبين إن كلامهُ مأثرش فيا:

_إي اللي دخلك مرة واحدة كدا?

إتكلم بعد ما سند جسمهُ على الباب وقال:

=أبدًا، في حد كن قرايبك إتصل بيا دلوقتي وطلب مني العنوان بالتفصيل عشان هييجي يباركلنا فـَ قولت أبلغك يعني.

إتكلمت بإستغراب وقولت:

_حد من قرايبي مين يعني?

قال بلا مبالاة:

=مش عارف، كانت ست كبيرة وفي صوت واحد جنبها.

بصتلهُ بإستياء وقولت:

_الناس بتسأل عن الشخص اللي هيجيلها في بيتها، إفرض حرامية ولا قُطاع طُرق بيسألوا على العنوان هتديلهم العنوان بالسهولة دي!

إتكلم وقال وهو خارج:

=ليه شايفة معاكي سوسن!

إتكلمت بسرعة وقولت:

_إستنى عندك.

بصلي بجنب عينيه وأنا قولت بتوتر:

_بعد إذن حضرتك لو مش هزعجكك يعني بعد كدا إبقى خبط على الباب.

إتكلم بلا مبالاة بِشكل مُستفز وقال:

=إنتي مراتي مش لازم استأذن يعني، بس هحاول.

مشي من قدامي وسابني همو *ت من الغيظ واللامُبالاة اللي عندهُ، بعد شوية الضيوف اللي قال عليهم جُم وكانت عمتي وإبن عمتي، أول ما شوفت عمتي حضنتها بِفرحة لأني بحبها جدًا وقعدنا نتكلم وكانت القاعدة حلوة جدًا لحد ما قومت عملت شاي لـِ عمتي وأنا ماشية كنت هقع والشاي إتدلق حبة منهُ على إيدي، قام عُمر إبن عمي بسرعة وخضة وقال بلهفة:

_سلامتك، حصلك حاجة، ادخلي بسرعة المطبخ اغسلي إيدك.

قام فادي من مكانهُ وهو بِيجز على سنانهُ وقال:

=شكرًا على الخضة بتاعتك بس مش مستاهلة أنا هغسلها إيديها.

وبعدها سحبني من إيدي للمطبخ بغضب.

بعدها سحبني من إيدي للمطبخ بغضب وقال:

_إبن عمك دا مُستفز، هو هيمشي امتى?

بصتلهُ بصد *مة وقولت:

=وطي صوتك، وبعدين مستفز إي مشوفتش نفسك ولا اي!

بصلي بغضب وقال من بين سنانهُ:

_إنتي بتدافعي عنهُ ليه مش فاهم!

بصتلهُ شوية وإبتسمت إبتسامة مُستفزة وقولت بهدوء:

=مش بدافع عنهُ ولا حاجة بس هو إبن عمي وكان هيبقى خطيبي في يوم من الأيام يعني فـَ ليه إحترامهُ برضوا.

برق وبصلي بغضب وقال بعصبية:

_نعم يا حلوة!!

كان هيبقى إي، يعني إي خطيبك مش فاهم!

غسلت إيدي وقولت وأنا خارجة:

=يعني بيحبني وكان عايزني بس موافقوش.

سيبتهُ وخرجت بسرعة وأنا ببتسم إبتسامة شريرة، خرجت قعدت معاهم برا وإتكلم عُمر وقال بلهفة:

_إنتي كويسة?

جِه فادي وقعد بعصبية وقال وهو بيجِز على سنانهُ وباصص لـِ عُمر كإنهُ هيقوم ياكلهُ:

=أه كويسة، متقلقش نفسك إنت بس.

إتكلم عُمر بعد ما بص لـِ فادي بغضب مُماثل:

_إبقى خلي بالك منها حبة كمان عن كدا، شايفك مش ملهوف عليها لما إتلسعت.

قرب فادي منهُ وقال وهما لسة باصين لـِ بعض نظرات هتو *لع في المكان بينا كلنا:

=وإنت مين عشان تعلمني أتعامل مع مراتي إزاي?

كان بيقول كلمة “مراتي” وهو بيتتك عليها جامد، رد عليه عُمر وقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *