وتعرض عثمان بن مظعون لأذى المشركين، وشارك إخوانه المسلمين في محنتهم، وهاجر معهم إلى الحبشة لمّا أمرهم النبي بالهجرة، وأخذ معه ابنه السائب، وكان عثمان أمير الفوج الأول إلى الحبشة، ثم قُدّر له أَن يعود من الحبشة إلى مكة مرة أخرى.
وهاجر عثمان بن مظعون إلى المدينة مع من هاجروا، وشارك مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة بدر وقاټل معه، وكان -رضي الله عنه- عابدًا زاهدًا، يجتهد في العبادة، وعندما أراد أن ينقطع للعبادة، ولا يتزوج، نهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “يا عثمان، إن الله لم يبعثني بالرهبانية، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة”.
ونزلت في عثمان بن مظعون عدة آيات، منها قوله تعالى: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46))، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ الله لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله حَلاَلاً طَيِّبًا) الآية [المائدة: 87.]
وبعد غزوة بدر وانتصار المسلمين مكث عثمان عدة أيام حتى مرض مرضًا شديدًا وظل راقدًا في بيته، فزاره النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليطمئن عليه، وماټ عثمان رضي الله عنه بعدها، فكان أول من ماټ من المسلمين في المدينة أول من ډفن في البقيع.
اذا أتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم