وقال النووي في “المجموع” (4/457) :
“الاحتباء يوم الجمعة لمن حضر الخطبة , والإمام يخطب .
نقل ابن المنذر عن الشافعي : أنه لا يكره , ونقله ابن المنذر عن ابن عمر وابن المسيب والحسن البصري وعطاء وابن سيرين وأبي الزبير وسالم بن عبد الله وشريح القاضي وعكرمة بن خالد ونافع ومالك والثوري والأوزاعي وأصحاب الرأي وأحمد وإسحاق وأبي ثور . قال : وكره ذلك بعض أهل الحديث لحديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه : في إسناده مقال” انتهى .
وقد ذكر بعض العلماء أسباب كراهة هذه الجلسة والإمام يخطب .
قال البيهقي رحمه الله :
“والذي روي في حديث معاذ بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحبوة يوم الجمعة : فهو إن ثبت فلِما فيه من اجتلاب النوم ، وتعريض الطهارة للانتقاض ، فإذا لم يخش ذلك فلا بأس بالاحتباء” انتهى .
“معرفة السنن والآثار” (1814) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
“نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها – أي الحبوة – والإمام يخطب يوم الجمعة لسببين : الأول : أنه ربما تكون هذه الحبوة سبباً لجلب النوم إليه ، فينام عن سماع الخطبة .
والثاني : أنه ربما لو تحرك لبدت عورته ؛ لأن غالب لباس الناس فيما سبق الأزر والأردية ، ولو تحرك أو انقلب لبدت عورته .
وأما إذا أمن ذلك فإنه لا بأس بها ؛ لأن النهي إذا كان لعلة معقولة فزالت العلة فإنه يزول النهي” انتهى .
” شرح رياض الصالحين ”
فالخلاصة : أن الأولى ترك الاحتباء والإمام يخطب يوم الجمعة ، فإن احتبى الرجل ولم يكن في ذلك كشف عورته ، أو جلب للنوم ، فلا حرج حينئذٍ .
والله أعلم .