ما هو المسجد الضرار الذى ذكره الله عز وجل فى قوله تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا فى سورة التوبة ؟
نزلت فى جم١عة من المدينة أرادوا أن يبنوا مسجدا يصلى فيه الرسول ويباركه كما صلى فى مسجد قباء وباركه، فلما بنوه دعوا الرسول للصلاة فيه، وكان خارجا لغزوة تبوك فوعدهم إن عاد، فأخبره الله بأن المسجد ليس خالصا لله، بل بنى للضرار والانصراف عن الصلاة فى مسجد الرسول.
وقال الشيخ الشعراوى رحمه الله فى تفسير الآية الكريمة: أن أول مسجد أسِّس هو مسجد قباء والذين بنوه هم بنو عمرو بن عوف، ثم أراد المنافقون أن يُنفِّسوا عن أنفسهم في صورة طاعة، فبنوا مسجدًا ضرارًا، وقد بناه بنو غُنْم بن عوف وأرادوا بهذا المسجد أن ينافسوا مسجد قباء.ونعلم كيف يكون الضرار بين المتنافسين على شيء، كما يحدث الآن تمامًا، وتسمع من يقول: ولماذا أقام الحي الفلاني مسجدًا، ولم نقُم نحن مسجدًا؟
وعلى ذلك فكل مسجد فيه هذه الصفة؛ صفة التنافس للحصول على سمعة أو تحيز لجهة على جهة، أو رياء، فهذا يعتبر مسجدًا ضرارًا؛ لأن كل هذه المسائل فرقت جم١عة المسلمين.
وقد يقول قائل: ولكن هذا الأمر ظاهرة صحية، ونقول: لا، إن لنا أن نعرف أنها ظاهرة مرضية في الإيمان؛ لأنك ترى المسجد وليس فيه صفان مكتملان، ثم يوجد بعده بعدة أمتار مسجد، وهناك مسجد ثالث بعد عدة أمتار، ثم مسجد رابع، فهذه كلها مساجد ضرار.
إذن: فـ ” المسجد ” بمعناه الخاص هو المكان الذي يحيز حتى يصير مسجدًا، لا يزاول فيه شيء غير المسجدية، ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى واحدًا ينشد ضالته في المسجد، قال له: ” لا رد عليك ضالتك ” لأن المسجد حين تدخله فأنت تعلن نية الاعتكاف لتكون في حضرة ربك، وعندك من الوقت خارج المسجد ما يكفيك لتتكلم في مسائل الدنيا.
إذن: فهؤلاء القوم أرادوا أن يُنفِّسوا عن نفاقهم بمظهر من مظاهر الطاعة، فقالوا: نقيم مسجدًا، وبذلك نفرق جم١عة الملسمين، فجم١عة يصلون هنا،