close

المثاني السبع ما هم

وعلى هذا القول: المراد بالسبع: سبعة أسباع القرآن، فيكون تقديره على هذا: وهي القرآن العظيم وقيل: الواو مقحمة، مجازه: ولقد آتيناك سبعا من المثاني القرآن العظيم.
التفسير الوسيط: ويستفاد من هذه الآية

ثم أتبع- سبحانه – هذه التسلية والبشارة للرسول صلى الله عليه وسلم، بمنة ونعمة أجل وأعظم من كل ما سواها، ليزيده اطمئنانا وثقة بوعد الله-تبارك وتعالى- فقال: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.

 

والمراد بالسبع المثاني: صورة الفاتحة.
وسانتهت حياته بذلك، لأنها سبع آيات، ولأنها تثنى أى تكرر في كل ركعة من ركعات الصلاة.
قال صاحب الكشاف: والمثاني من التثنية وهي التكرير للشيء، لأن الفاتحة تكرر قراءتها في الصلاة.
أو من الثناء، لاشتمالها على ما هو ثناء على الله-تبارك وتعالى- …
».
والمعنى: ولقد أعطيناك- أيها الرسول الكريم- سورة الفاتحة التي هي سبع آيات، والتي تعاد قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة، وأعطيناك- أيضا- القرآن العظيم الذي يهدى للطريق التي هي أقوم.
وأوثر فعل آتَيْناكَ بمعنى أعطيناك على أوحينا إليك، أو أنزلنا عليك لأن الإعطاء أظهر في الإكرام والإنعام.
وقوله وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ معطوف على سَبْعًا من باب عطف الكل على الجزء، اعتناء بهذا الجزء.
ووصف- سبحانه – القرآن بأنه عظيم، تنويها بشأنه، وإعلاء لقدره.

ومما يدل على أن المراد بالسبع المثاني سورة الفاتحة ما أخرجه البخاري بسنده عن أبى سعيد بن المعلى قال: مربى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلى، فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيته فقال: ما منعك أن تأتينى؟ فقلت: كنت أصلى.
فقال: ألم يقل الله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ.
ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟ ثم ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج، فذكرته فقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».
وروى البخاري- أيضا- عن أبى هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي:السبع المثاني والقرآن العظيم».

هذا، وهناك أقوال أخرى في المقصود بالسبع المثاني، ذكرها بعض المفسرين فقال:اختلف العلماء في السبع المثاني: فقيل الفاتحة.
قاله على بن أبى طالب، وأبو هريرة، والربيع بن أنس، وأبو العالية، والحسن وغيرهم.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة من حديث أبى بن كعب وأبى سعيد بن المعلى …

 

وقال ابن عباس: هي السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال والتوبة معا …
وأنكر قوم هذا وقالوا: أنزلت هذه الآية بمكة، ولم ينزل من السبع الطوال شيء إذ ذاك.
وقيل: المثاني القرآن كله، قال الله-تبارك وتعالى- كِتابًا مُتَشابِهًا مَثانِيَ.
هذا قول الضحاك وطاوس، وقاله ابن عباس.

 

وقيل له: مثاني، لأن الأنباء والقصص ثنيت فيه..وقيل: المراد بالسبع المثاني أقسام القرآن من الأمر والنهى والتبشير والإنذار..ثم قال: والصحيح الأول لأنه نص.
وقد قسائل احمر يخرج من الجسمنا في الفاتحة أنه ليس في تسانتهت حياتهها بالمثاني ما يمنع من تسمية غيرها بذلك، إلا أنه إذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبت عنه نص في شيء لا يحتمل التأويل، كان الوقوف عنده.
والذي نراه، أن المقصود بالسبع المثاني هنا: سورة الفاتحة، لثبوت النص الصحيح بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى ثبت النص الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم في شيء فلا كلام لأحد معه أو بعده صلى الله عليه وسلم.
ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم: تفسير ابن كثير

يقول تعالى لنبيه: كما آتيناك القرآن العظيم، فلا تنظرن إلى الدنيا وزينتها، وما متعنا به أهلها من الزهرة الفانية لنفتنهم فيه، فلا تغبطهم بما هم فيه، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات حزنا عليهم في تكذيبهم لك، ومخالفتهم دينك. { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤماء الرجلن } [ الشعراء: 215 ] أي: ألن لهم جانبك كما قال تعالى: { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤماء الرجلن رءوف رحيم } [ التوبة: 128 ] وقد اختلف في السبع المثاني: ما هي ؟
فقال ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والضحاك وغير واحد: هي السبع الطول. يعنون: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، نص عليه ابن عباس، وسعيد بن جبير.
وقال سعيد: بين فيهن الفرائض، والحدود، والقصص، والأحكام.
وقال ابن عباس: بين الأمثال والخبر والعبر
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: { المثاني } المثنى: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال وبراءة سورة واحدة.

 

 

قال ابن عباس: ولم يعطهن أحد إلا النبي – صلى الله عليه وسلم – وأعطي موسى منهن ثنتين.
رواه هشيم، عن الحجاج، عن الوليد بن العيزار عن سعيد بن جبير عنه.
[ و] قال الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أوتي النبي – صلى الله عليه وسلم – سبعا من المثاني الطول، وأوتي موسى – عليه السلام – ستا، فلما ألقى الألواح ارتفع اثنتان وبقيت أربع.
وقال مجاهد: هي السبع الطول. ويقال: هي القرآن العظيم.

وقال خصيف، عن زياد بن أبي مريم في قوله تعالى: { سبعا من المثاني } قال: أعطيتك سبعة أجزاء: آمر، وأنهى، وأبشر وأنذر، وأاعتداء الأمثال، وأعدد النعم، وأنبئك بنبأ القرآن. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم.
والقول الثاني: أنها الفاتحة، وهي سبع آيات. روي ذلك عن عمر وعلي، وابن مسعود، وابن عباس. قال ابن عباس: والبسملة هي الآية السابعة، وقد خصكم الله بها. وبه قال إبراهيم النخعي، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وابن أبي مليكة، وشهر بن حوشب، والحسن البصري، ومجاهد.
وقال قتادة: ذكر لنا أنهن فاتحة الكتاب، وأنهن يثنين في كل قراءة. وفي رواية: في كل ركعة مكتوبة أو تطوع.
واختاره ابن جرير، واحتج بالأحاديث الواردة في ذلك، وقد قسائل احمر يخرج من الجسمناها في فضائل سورة ” الفاتحة ” في أول التفسير، ولله الحمد.
وقد أورد البخاري – رحمه الله – هاهنا حديثين:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *