أكل البصل والثوم في حق النبي صلى الله عليه وسلم
وجاء في أسنى المطالب لزكريا الأنصاري الشافعي: قَالَ الزَّرْكَشِيُّ: مَوْضِعُ الْكَرَاهَةِ فِي النِّيئ، أَمَّا الْمَطْبُوخُ فَقَدْ صَحَّ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ طَعَامًا فِيهِ بَصَلٌ. اهـ.
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، وغيرهما عَنْ عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ الْبَصَلِ، فَقَالَتْ: إِنَّ آخِرَ طَعَامٍ أَكَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِيهِ بَصَلٌ. زاد البيهقي أنه كان مشويًّا في قدر، أي: مطبوخًا. والحديث ضعفه الألباني، والأرناؤوط، وقال عنه الصالحي في سبل الهدى والرشاد: إسناده جيد.
وعلى هذا؛ فإن المحرم عليه، أو المكروه في حقه صلى الله عليه وسلم، هو أكلهما نيئين
وأما أكلهما بعد طبخهما؛ فقد رأيت ما جاء في الحديث، وما قاله العلماء أنه صلى الله عليه وسلم أكل البصل المطبوخ مع الطعام، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: فمن أكلهما، فليمتهما طبخًا رواه مسلم. وذلك؛ لأن إماتتهما بالطبخ، تزيل الرائحة الكريهة التي هي مناط الحكم عليه.
والله أعلم.