لله سبحانه كي يكون وقفا على
العبادة وذلك في قوله تعالى إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني
محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم وكل ذلك بسبب إكرام الله عز وجل لهم
واصطفائه إياهم على أهل زمانهم ببلوغهم كمال الصلاح والديانة .
ثم إن من أوجه اصطفائهم تلك الفضائل الكثيرة الواردة لأفرادهم والقرآن الكريم مليء
بالآيات التي تتحدث عن عيسى بن مريم وأمه عليهما السلام وعن عظيم منزلتهما
وكرامتهما عند الله تعالى كقوله عز وجل إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك
بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين آل
عمران وقوله تعالى وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك
واصطفاك على نساء العالمين آل عمران وفي القرآن الكريم أيضا ذكر لبعض ما
خص الله عز وجل به عيسى بن مريم وأمه وذلك في قوله سبحانه إذ قال الله يا
عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في
المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة
الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج
المۏتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا
إلا سحر مبين المائدة. كما وردت الآيات أيضا تتحدث عن نبي الله يحيى عليه السلام حتى قال الله عز وجل عنه لم نجعل له من قبل سميا مريم.
وهكذا ففضائل آل عمران متواترة في الكتاب والسنة وهي دليل ظاهر على أن أهل هذا البيت الكريم من المصطفين عند الله عز وجل .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن عمران المذكور بالاصطفاء هنا هو والد نبي الله موسى عليه السلام وفي المراد بآل عمران أقوال أخرى .
ينظر النكت والعيون للماوردي 1386 مفاتيح الغيب للرازي 82021 .
وما ذكرناه أولا أظهر وأقرب لسياق الآيات .
والله أعلم .