جاء يسعى إليهم من أقصى المدينة يذكرهم بالله ويدعوهم إلى اتباع المرسلين، وكان سعيه هذا خالصًا لوجه الله حيث لم يكن يبغي أجرًا ولا مغنمًا، بل كان صادقًا وإلا فما الدافع لهذا العناء وهو ليس مكلفًا من الله بالدعوة؟ وقال تعالى وَجَاءَ مِنْ أَقْصى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون * (يس،20 -21).
وأخذ يبين لقومه الأسباب التي دعته للإيمان حتى يلين قلوبهم نحو الهدى، وقال لهم أي مانع يمنعني من أن أعبد الله تعالى وحده، وهو الذي خلقني ولم أكن قبل ذلك شيئًا مذكورًا، وهو الذي ترجعون إليه بعد مماتكم فيحاسبكم على أعمالكم، ويجازيكم عليها بما تستحقون من ثواب أو عقاب وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * (يس 22).