فأي الأقدار تختارين ؟! قالت : يا الله ، وهل لي أن أختار قدري؟!
أخبرني من فضلك الآن : فتلى عليها قول الرحمن :
إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما.
قالت له بصوت حزين إذن فاغتسلي من هذا الماء وقومي لرب السماء واستغفريه من كل ذنب ،
وادعيه خوفا وطمعا فإن الأقدار بيد الله ، والتوبة والدعاء يدفعان البلاء.
قالت أخبرني بالله عليك من أنت.
قال لها دعوة دعتها لك إمرأة قد أحسنت إليها.
فقالت اللهم اهدها وردها إليك ردا جميلا طيبا واحسن خاتمتها وقد استجاب الله لها ،
بعثني إليك حتى أرشدك الطريق المستقيم. قالت الحمد لله رب العالمين.
وفجأة إستيقظت ريهام فقد كان هذا حلما جعلها تعرق بشدة بل تفيق قبل فوات الأوان.
تناولت كوب من الماء وأخذت تردد الشهادة عدة مرات وأسرعت إلى الحمام واغتسلت بالماء ،
وقامت ليلها تناجي ربها وتستغفره على ما كان والدموع من غزارتها تملأ أرجاء المكان.
وبعد ساعة بالفعل قبضت ريهام وهي ساجدة لربها وقد غفر لها كل ذنوبها وبدلها جميعها حسنات ،
فقد تابت توبة نصوحة والله قبل توبتها.
فقد قال تعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم.
وقال تعالى : توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ، صدق الله العظيم.